معاناة قوقع

    تضمن بحثي لمرحلة الدكتوراه تجميع قواقع البلهارسيا بكميات كبيرة كي يتم تجريب مستخلصات نباتية عديدة بغرض إبادتها كونها العائل الوسيط المكمل لدورة حياة ديدان البلهارسيا وتبعاً لمعاناة هذه القواقع من تعرضها للمبيدات وتشريحها والتعامل معها بكل قسوة ظهرت هذه الأبيات المسماه:

                       معاناة قوقع*

 

 

في آمان كنـت أحيا رغم ظروف السنيــن         فمن مطر إلى شمس إلى سيل يرمينـــي

 

          فتافيت أقتاتها ومـاء النبـــع يروينــــــــي         إذا أقبلت إلينا امرأة تبحث عن المسكيـن

 

تمشي بكـل حذر خائفــــة من الطيـــــــن         عندما رأتني فرحت وصفقـت بالكفيــــن

 

          وشرعت تجمع فينا بكل حـب وحنيــــــن         وتضعنـا في أحواض وبالخس تغطينـــي

 

وللمعمـل نقلتني كي أعيـش بسكـــــــــون          تحاول أن تلائـم الظروف كي تربينـــي

 

          وإن وصلت لحجم مناسب فأنها لاتحميني         فمن تركيز إلى آخر يميتنـي ثم يحينــــي

 

جعلتني لتجاربهـا حقلاً رغـم كل أنينــــي        درست كل العوامل حتى ظروف التخزيـن

 

       وكانت تنـزع الأصداف عني تجردني تعريني    وتغرز المشرط في لحمي تقطع كل شراييني


     وتأخذ من أحشائي عينة وفي الصبغات ترميني       وحتى البيــض جمعته على ألواح فليــــن

 

      تريد أن تقضي على نسلي على كل مافينـــي        صرخت فيها وقلت لها لماذا أنت تدمينــي


     قالت عذرا فأن ذلك من أجل درجة تعلينــــي        فأنت مطلوب لأنك ناقل للأمراض يعنينـي

 

     وبك سوف نقضي على مرض فتاك مستكين        أعدت إليها قولي مرحبا ولتجاربها رهيــن


     وقلت مرحى بطالبة العلم فهيا أفنينـي أفنينــي        فأن العمر ماض بك أو بتقلبات السنيــــن

 
                                                                       
كلمات : د. ناجية الزنبقي

* القوقع الناقل لمرض البلهارسيا المعوية

 


آخر تحديث
4/17/2010 1:57:57 PM