من هشم باب المديرة؟


من جريدة الشرق الأوسط
في ظهيرة يوم الاثنين 18 أبريل (نيسان) الماضي، غرقت مدينة جدة في ظلام دامس إثر عاصفة رملية مفاجئة، أثارت الذعر في نفوس السكان. استمرت العاصفة، التي بلغت قوة سرعة الرياح فيها نحو 60 ميلا في الساعة، قرابة 80 دقيقة، لتكشف عن دمار وخراب طالا أحياء سكنية ومجمعات تجارية في المدينة. بدت لوحات الطرق (موبي)، وكأنها قطع من البسكويت الهش، والأسقف المعدنية للأسواق والمحلات تطايرت في الهواء كمناديل ورقية، وإشارات المرور انحنت للعاصفة لتغمض أعينها على أرصفة الطريق.

في السكن الداخلي للطالبات حدثت واقعة حيرت الجميع، فبعد انقشاع العاصفة الرملية، اكتشف الجميع أن زجاج الباب الخلفي لمكتب وكيلة السكن الجامعي قد تهشم، وأن قطعة حجر وجدت داخل المكتب كانت دليلا يؤكد أن الحادثة تمت بفعل فاعل.

وعلى الفور تم تشكيل لجان للتحقيق والمتابعة، وتم رفع البصمات من موقع الحادثة، وفتح الباب لاستجواب عدد كبير من الطالبات، وشكلت لجنة تأديبية من ستة أعضاء (عميدة شطر الطالبات، ووكيلة السكن، وعميدة القبول والتسجيل، والمشرفة على الدراسات الإسلامية، ووكيلة شؤون الطالبات، وعضو هيئة تدريس)، لا تزال تبحث في الأدلة والقرائن، وتحقق مع الطالبات المشتبه فيهن في جلسات مطولة لم تنته حتى كتابة هذا الموضوع.

الدكتورة ناجية عبد الخالق الزنبقي، وكيلة عمادة شؤون الطالبات للإسكان والتغذية، أكدت أن الباب الخلفي لمكتبها في السكن الداخلي تم فعلاً تهشيمه في ذلك اليوم العاصف، حيث وجد الحجر المستخدم داخل المكتب، ولقد ذكر لنا من قِبل بعض الطالبات المقيمات في السكن الداخلي أنهن شاهدن مجموعة من الطالبات يتجولن بحركات غريبة حول الجهة الخلفية للمبنى في الجو الذي يصعب فيه تماماً الوجود في الساحة. ولقد تم وصفهن بملابسهن اللاتي كن يرتدينها، ولقد شكلت لجنة برئاسة عميدة شطر الطالبات، لتدرس موضوع كسر الباب ولا نستطيع أن نفيد بأي شيء قبل أن تنتهي اللجنة من أعمالها.

المداهمة

* وأجابت الدكتورة الزنبقي على مدى صحة دعوى بعض الطالبات من أنه تمت مداهمة غرفهن وسحب أجهزة الجوال منهن، و قيام موظفات الأمن بالعبث بخزائن ملابسهن بقولها: «كإجراء طبيعي عندما يأتي بلاغ في أمر يحدث داخل السكن الداخلي، يتم استدعاء الطالبات، وإذا دعت الضرورة يتم تفتيش غرفهن».

وردا على سؤال حول استدعاء رجال الشرطة إلى السكن الداخلي بناء على أوامرها الشخصية، وصحة احتجاز (الطالبة المتهمة بكسر الباب) لمدة يوم وليلة في غرفة مشرفات الأمن لمنعها من دخول السكن؟ قالت: «الطالبة تم تبليغ ولي أمرها بإخراجها من السكن بناء على تعميد من شؤون الطلاب لها، كونها لم تلتزم بالتعهد الذي قطعته على نفسها بحسن السلوك خلال الفصل الدراسي الذي منح لها استثناء للإقامة في السكن لكونها انتهت مدتها النظامية للإقامة، لذلك عندما عادت إلى السكن رغم علمها ووكيلها بعدم إمكانية دخولها، تمت إقامتها في غرفة خارجية عند موظفات الأمن مجهزة بالكامل، وهي مخصصة لاستقبال أهالي الطالبات من النساء لحين حضور وكيلها لتسلمها، وعند عدم حضوره، تم ادخالها للسكن بعد أن أن قضت في الغرفة حوالي ست ساعات».

نتائج التحقيق

* وردا على سؤال حول نتائج التحقيق الذي تم أخيرا مع بعض الطالبات في مكتب رئيسة شطر الطالبات، قالت: «اللجنة التي عقدت أخيرا برئاسة عميدة شطر الطالبات، كانت لمشاكل سابقة عند بعض طالبات السكن الداخلي، وليس لهذه المشكلة تحديداً، وقد كان منهن بعض هؤلاء الطالبات المشكوك فيهن، لكون لديهن مشاكل سابقة تشمل التطاول على الموظفات وغيرها».

وحول موقفها من شكاوى الطالبات المرفوعة لعميد شؤون الطلاب التي اشترك في توقيعها عشرات الطالبات المقيمات في السكن الذي تديره، قالت: «إذا كانت الشكوى المقدمة تتضمن الرغبة في تحسين وضع السكن الدخلي وتزويده بأفضل الإمكانات، فأنا أضم صوتي إلى صوتهن رغبة في التجديد والتطوير، أما إذا كانت بخصوص الأنظمة، فكل مكان لا يحكمه نظام يصبح فوضى، علماً بأن هناك لائحة تنظم الإقامة في السكن الداخلي، وكل طالبة على علم بهذه لائحة، وأنه من منتهى التحضر الالتزام بالقوانين واللوائح».

وردا على زعم الطالبة المتهمة التي جرى التحقيق معها بشأن قضية كسر باب مكتبها، وأنها استهدفت بالإساءة إليها شخصياً ولعائلتها، قالت الدكتورة ناجية: «لم تكن هناك طالبة تحديداً، بل هن مجموعة من الطالبات تم استدعاؤهن إلى لجنة مشكلة في السكن الداخلي لأخذ أقوالهن والبحث عن حقيقة ما حدث حول كسر الباب».

محاسبة النوايا

* وردا على شكوى طالبات السكن من صرامة اللوائح والقوانين الداخلية لتنظيم السكن، ورأيهن في أنها لوائح تقوم على محاسبة النوايا وافتراض الأسوأ، علماً أنه سكن للتعليم الأكاديمي وليس إصلاحية نسائية، كما يقلن.. قالت: «يضم السكن الداخلي حوالي ألف طالبة، ولا بد لمجتمع كهذا أن تكون هناك أنظمة وقوانين تحكمه، وعند قدوم الطالبة من منطقتها، تعلم كل العلم أن هناك أنظمة تحكم السكن الداخلي، وهي توقع عليها بالموافقة والقبول، ولكونه سكناً أكاديمياً الهدف منه التحصيل العلمي، وضعت هذه الأنظمة التي تسهل إتمام الطالبات لدراستهن في المدة المحددة لهن وترك التراخي والكسل والإقامة في السكن من دون هدف، حيث يحدث ذلك من بعض طالبات السكن لكونه سكناً مثالياً يمتاز كما ذكرت سابقاً بكل التجهيزات».

 


آخر تحديث
5/8/2010 12:57:26 PM